كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



54- وقوله جل وعز: {فخلف من بعدهم خلف} قال أبو عبيدة حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال ذلك عند قيام الساعة وذهاب صالحي هذه الأمة أمة محمد ينزو بعضهم على بعض في الأزقة زنا.
قال أبو جعفر الخلف بتسكين اللام لا يستعمل إلا للردئ كما قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ** وبقيت في خلف كجلد الأجرب

فإذا قلت خلف بتحريك اللام فهو للجيد كما يقال جعل الله فيك خلفا من أبيك.
56- ثم قال جل وعز: {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} قال القاسم بن مخيمرة أضاعوها أخروها عن وقتها ولو تركوها لكفروا وقيل أضاعوها تركوها البتة وهذا أشبه لقوله بعد: {إلا من تاب وآمن} وهذا يدل على أنهم كفروا.
57- ثم قال جل وعز: {فسوف يلقون غيا} روى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال هو واد في جهنم قال أبو جعفر والتقدير عند أهل اللغة فسوف يلقون جزاء الغي كما قال جل ذكره ومن يفعل ذلك يلق أثاما ويجوز أن يكون الوادي يسمى غيا لأن الغاوين يصيرون إليه.
58- وقوله جل وعز: {جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب} جنات إقامة يقال عدن بالمكان إذا قام به ومنه قيل معدن لمقام أهله به شتاء وصيفا لا ينتجعون منه.
59- وقوله جل وعز: {إنه كان وعده مأتيا} مأتي مفعول من الإتيان وكل ما وصل إليك فقد وصلت إليه كما تقول وصل إلي من فلان خير ووصلت منه إلى خير فالضعيف في العربية يقول مفعول بمعنى فاعل.
60- وقوله جل وعز: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما} اللغو الباطل وما يؤثم فيه وما لا معنى له والسلام كل ما يسلم منه وهو اسم جامع للخير أي لا يسمعون إلا كل ما يحبون.
61- ثم قال جل وعز: {لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} روى الضحاك عن ابن عباس قال في مقادير الليل والنهار قال أبو جعفر ومعنى هذا أن الجنة ليست فيها غداة ولا عشية ولكن المعنى في مقادير هذه الأوقات وقال قتادة كانت العرب إذا وجد الرجل منهم ما يأكل بالغداة والعشي عجب به فأعلمهم الله أن ذلك في الجنة.
62- وقوله جل وعز: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} وما بين ذلك وروى عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: «لم لا تزورنا أكثر مما تزورنا» فأنزل الله: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} إلى آخر الآية وكان هذا الجواب له وروى أبو حصين عن سعيد بن جبير في قوله: {ما بين أيدينا} قال من أمر الآخرة وما خلفنا من أمر الدنيا وما بين ذلك ما بين الدنيا والآخرة أي البرزخ.
63- وقوله عز وجل: {وما كان ربك نسيا} قيل معناه لم ينسك وإن تأخر عنك الوحي وقيل هو عالم بما كان وبما يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع حافظ له لم ينس منه شيئا.
64- وقوله جل وعز: {هل تعلم له سميا} روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة ابن عباس قال هل تعلم أحدا سمي الرحمن سواه قال أبو جعفر وهذا أجل إسناد علمته روي في هذا الحرف وهو قول صحيح لا يقال الرحمن إلا لله وقد يقال لغير الله رحيم وقد بينا لم لا يقال الرحمن إلا لله في سورة الحمد وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد هل تعلم له سميا قال مثلا وروى حجاج عن ابن يجريج لأنه هل تعلم له سميا قال لا شريك له لا مثل وقيل هل تعلم أحدا تقول له الله إلا هو قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة وإنما المعنى هل تعلم أحدا يقال له هذا على استحقاق إلا الله لأنه الذي وسعت رحمته كل شئ وهو القادر والرازق وقيل المعنى إن اسمه المذكور في هذا الآية لا يسمى به غيره وهو رب السموات والأرض وما بينهما.
65- وقوله جل وعز: {ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} أو لا يذكر الإنسان أي لا يتفكر وينظر ويذكره بعلم ويتبينه أخبرنا.
66- وقوله جل وعز: {فوربك لنحشرنهم والشياطين} ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا قال مجاهد وقتادة أي على ركبهم والمعنى أنهم لشدة ما هم فيه لا يقدرون على القيام.
67- وقوله جل وعز: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} روى سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص قال يبدأ بالأكابر جرما ومعنى هذا القول نبدأ بتعذيب أكبرهم جرما ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه قال مجاهد: {من كل شيعة} من كل أمة {عتيا} أي كفرا.
68- وقوله جل وعز: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} في هذه الآية خمسة أقوال: قيل: ورودها دخولها لأن بعده {ونذر الظالمين فيها} وإنما يقال نذر لما حصل فينجي الله الذين اتقوا ويصيرون إلى رحمته فيعرفون مقدار ما خلصوا منه لأنهم قد دخلوا النار وخلصوا منها وهذا قول ابن عباس وإسناده جيد.
روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال تمارى ابن عباس ونافع الأزرق فقال نافع ليس الورود الدخول وقال ابن عباس هو الدخول أرأيت قول الله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} أوردوا أم لا وقوله تعالى: {وبئس الورد المورود} فأما أنا وأنت فسنردها وأرجو أن يخرجني الله منها ولا يخرجك منها لتكذيبك فقال له نافع ربنا انك يا من تدخل النار فقد أخزيته روى معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم» يعني الورود ب وقيل يردها المؤمنون وهي جامدة وروى سفيان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا يا رب ألم توعدنا أنا نرد النار فيقول قد وردتموها وهي جامدة. وقيل يعني القيامة د وقيل وإن منكم إلا واردها يراد به المشركون واستدل صاحب هذا القول بأن عمر بن الوليد روى عن عكرمة أنه قرأ: {وإن منكم إلا واردها} والقول الخامس أن ورودها بلاغها والممر بها روى معمر عن قتادة {وإن منكم إلا واردها} قال الممر بها وروى الحسن بن مسلم عن عبيد الله بن عمير {وإن منكم إلا واردها} قال حضورها فهذه خمسة أقوال والله أعلم بما أراد إلا أنه معروف في كلام العرب أن يقال وردت كذا أي بلغته ولم أدخله قال زهير:
فلما وردن الماء زرقا جمامة ** وضعن عصي الحاضر المتخيم

وقرأ أبي بن كعب: {ثم ننجي الذين اتقوا} أي في ذلك الموضع قال أبو جعفر وأبين ما في هذه الأقوال قول من قال: {وإن منكم إلا واردها} إنها القيامة وقوله تعالى: {فوربك لنحشرنهم} يدل على ذكر القيامة فكنى عنها بهذا وكذلك ذكر جهنم يدل على القيامة لأنها فيها والله جل وعز يقول: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فيبعد أن يكون مع هذا دخول النار وقرأ ابن عباس: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}.
69- وقوله جل وعز: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} روى أبو ظبيان عن ابن عباس في قوله: {أي الفريقين خير مقاما} قال منزلا وأحسن نديا قال مجلسا قال الكسائي الندي والنادي المجلس قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال ندوت القوم أندوهم أي جمعتهم ومنه قيل دار الندوة لأنهم كانوا يجتمعون فيها إذا حزبهم الأمر ومنه قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر.
70- وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} روى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال الأثاث المتاع والرئى المنظر قال أبو جعفر والأثاث في اللغة المتاع وقال الأحمر واحدته أثاثة وقال الفراء لا واحد له وكذلك الرئى المنظر من رأيت أي ما ترى في صورة الإنسان ولباسه ويقرأ وريا بلا همزة وهو جيد على تخفيف الهمز وهو حسن هاهنا لتتفق رؤوس الآيات ويجوز أن يكون من الري والنعمة وقال الأخفش يجوز أن يكون من ري المطر والزي بالزاي الهيئة والحسن يقال زيت المرأة أي زينتها وهيأتها.
71- وقوله جل وعز: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} يقال ما معنى الأمر هاهنا قال أبو جعفر الجواب أن هذا أبلغ فلو قلت إن تجئني فلأكرمك لو كان أبلغ من قولك إن تجئني فأكرمك وإنما صار أبلغ لأن فيه معنى الإلزام.
72- ثم قال جل وعز: {حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة العذاب} هاهنا أن ينصر الله المسلمين عليهم فيعذبوهم يكون بالقتل والسبي والساعة القيامة أي وأما تقوم القيامة فيصيرون إلى النار فسيعلمون {من هو شر مكانا} إذا صاروا إلى النار {وأضعف جندا} إذا نصر الله المسلمين عليهم.
73- ثم قال جل وعز: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} قيل نزيدهم هدى بالناسخ والمنسوخ وقيل نزيدهم هدى مجازاة وقد ذكرنا معنى {الباقيات الصالحات} في سورة الكهف.
74- وقوله جل وعز: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} قال أبو جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال حدثنا أبو الأزهر قال حدثنا روح ابن عبادة قال شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية فعملت للعاص بن وائل حتى اجتمعت لي عليه دراهم فجئت أتقاضاه فقال لا أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت لا أكفر بمحمد حتى تموت وتبعث قال وإني لمبعوث قلت نعم قال فإنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك فأنزل الله عز وجل: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} إلى آخر القصة قال أبو جعفر وهذا معنى الحديث.
75- وفي قوله تعالى: {أم أتخذ عند الرحمن عهدا} أقوال قال سفيان عملا صالحا وقيل العهد هاهنا توحيد الله والإيمان به وقيل العهد هاهنا الوعد بما قال وقال الأسود بن زيد قال عبد الله يقول الله عز وجل يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم فقالوا يا أبا عبد الرحمن فعلمنا قال قولوا اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك عهدا في هذه الحياة الدنيا إنك إن تكلني إلى عملي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة والعهد في اللغة يكون الأمان ومنه أهل العهد ومنه قول الله تعالى قال لا ينال عهدي الظالمين قال أبو عبيد كأنه قال لا أؤمنهم من عذاب يوم القيامة وكذلك قول قتادة قال في الآخرة فأما في الدنيا فقد أكلوا وشربوا وعاشوا وأبصروا فإذا قيل للتوحيد عهد فلأنه يؤمن به وكذلك الوعد.
76- وقوله جل وعز: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} قال قتادة أي نرثه ما عنده أي قوله: {لأوتين مالا وولدا} قال وفي قراءة ابن مسعود: {ونرثه ما عنده} وقيل نبقي عليه الاثم فكأنه موروث قال أبو جعفر قيل هذا مفسر في حديث خباب قيل والمعنى والله أعلم نسلبه ماله وولده يوم القيامة ألا ترى أن بعده ويأتينا فردا قال أبو جعفر وأصح ما قيل في هذا أن معنى ونرثه ما يقول نحفظ عليه ما يقول حتى نوفيه عقوبته عليه ومن هذا حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء ومنه وأورثكم أرضهم وديارهم.
77- وقوله جل وعز: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا أي أعوانا}.
78- ثم قال سبحانه: {كلا سيكفرون بعبادتهم} كلا عند أهل العربية تنقسم قسمين أحدهما أن يكون ردعا وتنبيها وردا لكلام وهي هاهنا كذلك أي ارتدعوا عن هذا وتنبهوا على وجه الضلالة فيه فإذا كانت كذا فالوقوف عليها التمام وتكون ردعا وتنبيها ولا تكون ردا لكلام نحو قوله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى}.
79- وقوله جل وعز: {ويكونون عليهم ضدا} أي أعوانا قال مجاهد أي تكون أوثانهم عليهم في النار تخاصمهم وتكذبهم.
80- وقوله جل وعز: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} في معناه قولان أحدهما لم تعصمهم من الشياطين والقول الآخر قيضنا لهم الشياطين مجازاة على كفرهم قال الله جل وعز: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} ومعنى أرسلنا في اللغة هاهنا سلطنا ثم قال سبحانه: {تؤزهم أزا} قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال تغريهم إغراء قال ابن جريج الشياطين تؤز الكافرين إلى الشر امضوا امضوا حتى توقعهم في النار قال قتادة: {تؤزهم} أي تزعجهم إلى المعاصي قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة المعاني وأصله من أزرت الشئ أوزة أزا وأزيزا أي حركته ومنه الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل أي من البكاء.
81- وقوله جل وعز: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا} روى هشيم عن أبي يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} قال كل شيء حتى الأنفاس.
82- وقوله جل اسمه: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال أهل التفسير أي ركبانا قال النعمان بن سعد قرأ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} فقال أما والله لا يحشرون على أقدامهم ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليه أرحلة الذهب وأزمتها الزبرجد ثم تنطلق بهم إلى الجنة حتى يقرعوا بابها.
83- وقوله جل وعز: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال أهل التفسير أي عطاشا قال أهل اللغة هو مصدر وردت فالتقدير عندهم ذوي ورد وقد حكوا أنه يقال للواردين الماء ورد فلما كانوا يردون على النار كما يرد العطاش على الماء قيل لهم ورد فعلى هذا يوافق اللغة.
84- ثم قال جل وعز: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} أن جعلت من بدلا من الواو كان المعنى لا يملك الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع وإن جعلته استثناء ليس من الأول كان المعنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا فإنه يشفع فيه.
85- وقوله جل وعز: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا} قال مجاهد أي عظيما وذلك معروف في اللغة يقال جاء شيئا إدا وجاء بشيء إد وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إدا بفتح الهمزة والكسر أعرف قال أبو عبيد ومنه الحديث أن عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله لما هم بقتل علي رضوان الله عليه ذاكر فلانا قال أبو عبيد وقد سماه فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا أتقتل علي بن أبي طالب.
86- وقوله جل وعز: {تكاد السماوات يتفطرن منه} قال مجاهد الانفطار الانشقاق قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال فطر ناب البعير إذا انشق اللحم وخرج.
87- وقوله جل وعز: {وتخر الجبال هدا} أي سقوطا.
88- وقوله جل وعز: {أن دعوا للرحمن ولدا} أي لأن دعوا للرحمن ولدا ومن أن دعوا.
89- وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} روى مجاهد عن ابن عباس قال محبة قال مجاهد يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه.
90- ثم قال جل وعز: {فإنما يسرناه بلسان} أي سهلناه وأنزلناه بلغتك.
91- وقوله جل وعز: {وتنذر به قوما لدا} روى سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح قال عوجا عن الحق وقال مجاهد الألد الظالم الذي لا يستقيم وقال الحسن اللد الصم وقال أبو عبيدة هو الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل وأنشد:
إن تحت الأحجار حدا ولينا ** وخصيما ألد ذا مغلاق

ويروى معلاق بالعين.
قال أبو جعفر أحسن هذه الأقوال الأول واللديدان مع صفحتا العنق فكأنه تمثيل.
92- وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد} يقال هل أحسست صاحبك أي هل أبصرته.
93- ثم قال جل وعز: {أو تسمع لهم ركزا} روى علي بن الحكم عن الضحاك قال صوتا قال أبو جعفر الركز في اللغة الصوت الخفي الذي لا يكاد يتبين وصلى الله على خير خلقه محمد نبيه وعلى آله وسلم تمت سورة مريم ولله الحمد والمنة. اهـ.